الخوف عند الاطفال هل هو حالة مرضية ام نفسية

الخوف عند الاطفال هل هو حالة مرضية ام نفسية

مقدمه:

يعتبر الخوف من العوامل شديدة الـتأثير على الكائن الحي..وهو من أهم المحركات التي تدفعه إلى القيام بسلوك معين..كرد فعل لدفع الاضطراب الناشيء منه والوصول إلى مرحلة الاستقرار..ويختلف سلوك الفرد تجاه المؤثر المسبب ويحاول اختيار أفضل الطرق المتاحة بالنسبة إليه للتغلب على هذا الخوف..إما بالمواجهة..أو بالتجنب التام والابتعاد..أو بالتحايل والمدارة..غير أن المشكلة تكمن فيما إذا كان مسبب الخوف قائما ولا يستطيع الفرد الخلاص منه بالطرق السليمة..والمشكلة الأكبر تقع عندما يكون ضحية هذا الخوف هو الطفل..الذي قد يكتسب سلوكيات سيئة في محاولته لمواجهة مخاوفه بعقله الصغير وخبراته القليلة..
ان الخوف شيء طبيعي عندما يكون ضمن إطاره الصحيح، أي الإطار الذي يسمح فيه بإثارة العقل ليكون يقظاً مستعداً لمواجهة الخطر، وتحفيز الجسم وعضلاته للوقوف على أهبّة الاستعداد للتعامل مع حدث أو ظرف طارئ. ان مثل هذا الخوف هو شيء عادي لأنه يدخل ضمن الحلقة الفيزيولوجية الطبيعية للإنسان.لكن الخوف قد ينحو منحى آخر، أي قد يكون مفرطاً الى درجة أنه يمنع صاحبه من القيام بمهماته الحياتية اليومية. انه كابوس مزعج لا يعرف صاحبه كيف يفلت منه، وهذا الكابوس يعطي شلالاً من المظاهر المزعجة التي تزيد الطين بلة.
يبدأ الخوف غالباً بشعور غامض ينتاب صاحبه، إلا أن المريض لا يعرف كنه هذا الشعور ولا مصدره وأسبابه، وفجأة يبدأ بالمعاناة من تزايد في ضربات قلبه، ويتفصد جبينه عرقاً، وترتجف يداه، وتصطك ركبتاه، ويصفّر وجهه، وينعقد لسانه، ويجف فمه، ويضيق نفسه. ان الاحساس بالخوف يشتد كلما فكر الشخص به، وإذا أجبر هذا الأخير على القيام بعمل له صلة بالسبب المؤدي الى الخوف، فإن عوارض الأرق والقلق تكون على الموعد، إضافة الى احتمال الإصابة بزوبعة من المشكلات الهضمية، كالإسهال والإمساك وغيرهما.

(1)تعريف الخوف؟

فالخوف في الجملة حالة انفعالية شعورية تتصاعد تدريجياً أو فجأة وتدل على أن شيئاً سيحدث للطفل أو الإنسان فيتحرك حذراً كي يسلم من عواقبه وآثاره.
تعريف الخوف المرضي؟
عبارة عن خوف غير طبيعي (مرضي) دائم وملازم للمرء من شيء غير مخيف في أصله ، وهذا الخوف لا يستند إلى أي أساس واقعي ، ولا يمكن السيطرة عليه من قبل الفرد ، رغم إدراكه أنه غير منطقي ، ومع ذلك فهو يعتريه ويتحكم في سلوكه ، هو شعور شديد بالخوف من موقف لا يثير الخوف نفسه لدى أكثر الناس ، وهذا ما يجعل الفرد يشعر بالوحدة ، والخجل من نفسه ، ويتهم ذاته بالجبن وضعف الثقة بالنفس والشخصية ، فهو إذن عبارة عن اضطرابات وظيفية أو علة نفسية المنشأ لا يوجد معها اضطراب جوهري في إدراك الفرد للواقع .

أنواع الخوف :

الخوف أنواع ودرجات ، وهي حالة تعترض مسيرة المرء في هذه الحياة ، وهذه الحالة على أشكال كثيرة منها أمور محسوسة كالخوف من الحيوانات المفترسة مثلا ، وهناك مخاوف من أشياء غير محسوسة كالخوف من المجهول أو الخوف من الفشل أو النجاح، أ والخوف من الموت أو من أمر غير محدد ونحو ذلك .
إذن هناك خوف طبيعي كالخوف من الحيوانات المفترسة والزواحف القاتلة ، والخوف من عدو ، والخوف من الظلام ، فمثل هذا الخوف يعتبر شعور طبيعي لدى الناس ، بل لدى جميع الكائنات الحية ، وكل إنسان يستجيب لهذا الشعور بطريقة مختلفة ، إذن هذه تعتبر مخاوف طبيعية حين يعبر عنها بصورة واقعية ، أما موضوع المقال فهو الخوف المرضي ، وهو خوف لا يتناسب والمثير ، كالخوف من الأماكن المرتفعة أو ركوب الطائرة أو المصاعد والسلالم الكهربائية، والخوف من المواقف الاجتماعية المختلفة ؛ في الاجتماعات والاحتفالات والأفراح وفي المدرسة والعمل والأسواق ، أو الخوف من مقابلة أفراد مهمين ، أو الخوف من التحدث أم الحشود ، أو إمامة الناس في الصلاة ونحو ذلك .
عبارة عن خوف غير طبيعي (مرضي) دائم وملازم للمرء من شيء غير مخيف في أصله ، وهذا الخوف لا يستند إلى أي أساس واقعي
(2)هناك نوعان من الخوف..نوع فطري ونوع مكتسب..وبعض الآباء لا يفرقون بين النوعين..فينقسمون إلى فريقين:
فريق يظن أن المخاوف المكتسبة ما هي إلا مخاوف فطرية لدى الطفل فيحاولون حماية الطفل من مسببات هذه المخاوف باعتبارها شيئا أصيلا لا يمكن الفكاك منه.
وفريق يظن أن المخاوف الفطرية ما هي إلا مخاوف مكتسبة ويحاولون باجتهاداتهم الشخصية أن يزيلوا هذه المخاوف مما قد يزيدها سوءا.

كيف يمكن للآباء التفرقة بين هذين النوعين من المخاوف؟

ج1: لابد من معرفة النوعين الخوف الطبيعي الفطري والخوف المرضي ومظاهرهما ورفع مستوى وعي الوالدين والمربين والمعلمين في كيفية التفريق بينهما والتعامل السليم معهما، فالخوف في الجملة حالة انفعالية شعورية تتصاعد تدريجياً أو فجأة وتدل على أن شيئاً سيحدث للطفل أو الإنسان فيتحرك حذراً كي يسلم من عواقبه وآثاره.
وهو نوعان خوف طبيعي:
وهو الخوف كما يخاف منه الناس من حيوانات مفترسة جداً أو أصوات مزعجة جداً أو حلول ظلمة فجأة .. إلخ ..
والخوف المرضي، وهو أن يخاف من معظم الأشياء، كأشخاص وأماكن وأصوات ووهم، وهو في الغالب مكتسب ويمنع عن المشاركة والإنتاج وهناك فرقان واضحان بين الخوفين، فيختلف الخوف المرضي عن الطبيعي.
أولاً: أنه خوف معمم أي عام ويشمل أشياء كثيرة.
ثانياً: أنه يطول وقته ويأخذ ساعات بل أيام..
وكيف يتم التعامل بشكل عام مع المخاوف الفطرية،والتعامل مع المخاوف المكتسبة؟
والتعامل مع المخاوف الفطرية تركها تمر كخبرة طبيعية مثلها مثل غيرها من الخبرات ويحسس الطفل بقرب والديه .. مع تعويده على المواجهة المفيدة.
(3)أما المخاوف المكتسبة:
فيختلف التعامل معها وفق طبيعتها هل هي طبيعية فيعامل معها كما يتعامل مع المخاوف الفطرية ..؟ أو مخاوف مرضية فيتعامل معها بالواقعية والقرب من الطفل .. والتدرج في مواجهة المخاوف منه .. إلخ .. يتعرض الطفل إلى بعض المواقف التي تثير في نفسه الرعب..بينما يراها الأبوان بسيطة ولن تؤثر في نفسية الطفل..كالسقوط من مكان شبه مرتفع..أو رؤية حشرة كريهة في حذائه.غير أن كل هذه المواقف تجعله يخاف من مواجهة الظروف المشابهة لظروفها كي لا يتعرض لنفس الخبرة..

ما دور الآباء في نفس اللحظة التي يصاب فيها الطفل بالخوف من أي سبب كان؟

أ- دور الوالدين، الهدوء والاتزان، دراسة السبب بمنطقية، عدم تحقير الطفل بأنه فاشل أو خواف .. وترداد ذلك فهذا سيطبع في نفسه صورة سوداوية عنهما.. ومحاولة تطبيق الوالدين مواجهة الشيء المخاف منه .. وتعويد الطفل على مواجهته تدريجياً.
وما هو دورهم عندما لا يكتشفون مخاوف أبنائهم إلا في وقت متأخر؟
ب- أما الشق الآخر فإذا تأخروا في اكتشاف ذلك .. وهذا قد يحصل أي التأخر نظراً لضعف المدارس والمراكز والمؤسسات في إيجاد طريقة جيدة لدراسة الطفل وتشخصيه منذ كان صغيراً ولقد بدأنا في مركز وموقع حلول للاستشارات والتدريب في إعداد برنامج بعنوان "بصمات" لاكتشاف شخصية الفرد في الابتدائي والمتوسط والثانوي والجامعي ..
نرجع للسؤال لكن لو تم التأخر في اكتشاف ذلك فمقدور الوالدين:
أولاً: تخفيف آثاره على الطفل حتى لا يمتد لدراسته وتفاعله.
ثانياً: إتباع أساليب تقليل موضوعات الخوف المرضي بالأساليب التي مر ذكرها .. وسيأتي لها مزيد من البيان في الأسئلة اللاحقة بإذن الله.

(4)هل لمرور الوقت على مخاوف أبنائنا دور في زيادة أو نقصان مدى هذا الخوف؟

- مرور الوقت عامل مهم في ترسيخ الخوف المرضي وهو الخوف غير الطبيعي المبالغ فيه من أشياء معينة ويستمر الخوف ليلاً ونهاراً وفي المواقف، ولذا ينصح نفسياً وتربوياً بتشخيص الأطفال في سني الابتدائي عن طريق الاختبارات العلمية كالمقاييس والملاحظة والمقابلة لدى أخصائيين واستشاريين.
-أحيانا لا يكون هناك ارتباط بين حادثة معينة وسبب خوف الطفل..ولكن..لاتفاق الحادثة مع موقف ما ينشأ لدى الطفل ارتباط شرطي بين الاثنين..مثلا:كان الطفل يلعب في فناء المنزل وعند سماعه لصوت الأذان صرخ طفل صغير لا شأن له بما يجري فأرعبه..فأصبح صوت الأذان مرتبطا لديه بصراخ الطفل..ولذا صار يخاف في كل مرة يؤذن فيها المؤذن.
كيف يتم الفصل بين الحادثتين وإزالة الخوف الناشئ من ارتباطهما؟
هذا يطلق عليه الارتباط الشرطي، فهنا الطفل ربط البكاء مع الأذان، أي: ربما صوت قوي، والمتخصصون يرون في علاج ذلك بما يطلق عليه الإطفاء .. وهي محاولة تناسي الخيرة المؤلمة والتبديل بإظهار رضى وابتسامة لما يؤذن .. والتطمين التدريجي وذلك بتكرار الخبرة عدة مرات .. يؤذن وبهدوء ويسمع .. ثم يؤذن بصوت أرفع .. فيبتسم الوالدان ويتابعان فيتابع الطفل ويلاحظ بعد فترة .. تناقص معدل الخوف.

(5)كيفية التعامل مع الخوف المرضي لدى الأطفال:

1- القرب والحنان المدروس.
2- تعويده على الجرأة والمواجهة حسب عمره الزمني لأن مخاوف الطفل تتأثر بمستوى نضجه ومراحل نموه فالطفل بنهاية عامه الثاني لا يخاف من الأفعى وقد يلعب بها لكن في منتصف السنة الرابعة يخشى منها ويبتعد.
3- خلق جو صحي أسري في البيت مبني على التفاهم والإقبال والجرأة والمباشرة وإلقاء جميع عوامل الاضطراب والشجار والكتمان واللف والدوران.

4- إبعاد الأشياء التي يخاف منها "الموحشة".

5- تعويده عليها بالتدريج وهذا يطلق عليه "التطمين التدريجي".
6- الاستماع للطفل لما يحكي عن مشكلته أو ما يخاف منه حتى ينتهي ثم مساعدته أو إقناعه بأسلوب حميمي هادئ، نصف مخاوف أطفالنا نشأت من عدم استماعنا لهم ونصفها الآخر نشأت من تخوفيهم نحن منها.
7- عدم إقناعه أو الإيحاء إليه بالخوف إلا في بعض الأمور التي ينبغي عقلاً وشرعاً وفطرة الخوف منها .. بأسلوب مناسب.
8- تجنب البرامج التلفزيونية المخيفة والأخبار الفظيعة التي فيها الدماء والقتل .. إلخ.
9- انتقاء القصص البعيدة عن الخرافة والسحر والأوهام والتركيز على القصص التي فيها منطق وخيال مباشر وتفاؤل ومواجهة وثبات.
10- التركيز على تنمية مهارات لدى الطفل من خطابة وقراءة ورسم ... إلخ.
11- تنمية الثقة وتقليل الخوف عن طريق أسلوب اللعب ومشاركته فيها، فاللعب الآمن وسيلة جيدة ليتعلم الطفل كيفية مواجهة الخوف أو اختيار الألعاب المسلية التي تحمل فهماً صحيحاً، تبعث على الراحة وتزيل التوتر
(6)والخوف، فقليل من الآباء والأمهات من يدرس لعب أولاده وينظر إلى آثارها عليهم، واسألوا إن شئتم ألعاب البلاي ستيشن.

هناك حتما إجراءات وصفات مشتركة ينبغي على الأب أو الأم التحلي بها لكي يتعامل مع الطفل الخائف مهما كانت درجة الخوف فما هي؟

1- متابعته دائماً.
2- التعامل مع بأسلوب محترم لشخصيته.
3- تكليفه ببعض المهام .. فمعظم الأطفال الكبار منهم .. يفسد أو لا ينجح لأنه يعيش بلا نشاط أو مسئولية.
4- اختيار الأصدقاء الطيبين .. وإبعاده عن السيئين.
قد ينتج من خوف الطفل سلوكيات مشينة كالسرقة والكذب والنميمة ومحاولة الإيقاع بالآخرين فيصبح لدينا طفل جانح مؤذ في مجتمعه.
ما العمل لحماية أبنائنا من هذه النتائج المؤلمة التي قد يكون سببها قسوة الوالدين أو المدرسين أو أي فرد من أفراد المجتمع؟
أما حمايته من أسباب الخوف .. زرع الثقة وإكسابه معايير التفريق بين المناسب وغير المناسب والجيد والرديء، وتعويده على بعض الأعمال والمواقف .. ولو كانت بسيطة..
لا يستطيع الأبوان حماية الأبناء من جميع مسببات الخوف..فما هو دورهما لكي يساعدانه على أن يحمي نفسه بنفسه وأن يكون شجاعا في مواجهة ظروف حياته المتوترة؟
(7)الخوف من الله هو خوف إيجابي على الوالدين غرسه في نفس الطفل..غير أن بعض الآباء يرفض رفضا باتا أن يسمح لابنه بقراءة أو سماع شيء من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية والقصص التي تنمي جانب الخوف..بل يحرصون أشد الحرص ألا يعرف الطفل ما هو الموت
والجنة والنار والقبر..وإذا ما تعرض الطفل إلى سماع أي شيء من هذه
الأخبار أغلق الموضوع..وقد يكذب على ابنه في عند إجابته على هذه الأسئلة الغيبية.
كيف يمكن إقناع هذه الفئة بضرورة تعزيز هذا الجانب لدى أبنائهم؟
ما هو ضابط تربية الطفل على الخوف من الله؟

هل هناك محذورات معينة ينبغي على الوالدين تجنبها بخصوص تربية الطفل على الخوف من الله؟

ج8: وضابط تربية الخوف من الله، الاعتدال في الطرح وعدم المبالغة فيها قبل العاشرة، ويكون قليلاً وبعد العاشرة ويهيأ للتكليف ويزداد ...
وهنا أمران من المهم طرحهما في هذه القضية:
أولاً: أن الإنسان بشكل عام لابد له من قوة معينة يركن إليها وفي قلبه احتياج كبير للتأله إما لإله حق أو باطل ..
وعلى هذا يلاحظ أن الناس كلهم ما يعيشون هذه الحياة بمستوى معيشة معين إلا ولابد من قوة توجهه إما دين أو قانون أو أعراف جماعة.
أما من ناحية القلب .. فيلاحظ توجه الإنسان إما إلى دين سماوي أو إلى خرافات وخزعبلات .. تظهر على صور خرافات أو قصص وحكايات .. فتملأ هذا الفراغ
وعلى هذا فلابد للإنسان منذ كان طفلاً تنشئته على ما يملأ عقله وقلبه وهو قوة القانون وفراغ القلب يملأه التوجه الروحي لله تعالى وهو مرتكز السعادة ..
(8)وعلى هذا فتحريك الخوف من الله كتعظيم وإجلال .. فيؤدي للتوكل عليه والاعتصام به ومن ثم تهون جميع المخاوف الأخرى أمر مهم جداً.
ثانياً: تربية هذا العامل القلبي في قلب الطفل أمر ضروري لكن باعتدال وقدر يناسب عقليته ومداركه ويحاول إدخال معالم الجلال والعظمة والحب ويذكر جانب الجنة والنار والغير كحقائق .. بشكل مبسط كطريق للثواب والعقاب بدون كلام شديد خاصة أنهم لم يكلفوا بعد ويلاحظ في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر عنه أنه يكرر ذلك على الأطفال وإنما يؤكد على الأعمال العبادية والأخلاق السلوكية معهم مع جرعات خفيفة من لفت النظر للخالق، مثل: حديث ابن عباس: "احفظ الله يحفظك"، وحديث سفيان بن عبدالله الثقفي وغيرهما رضي الله عن الجميع، والطفل سيتدخل هذه المخاوف الإلهية عبر مراحل العمر بسلاسة حتى إذا بلغ سن التكليف، وإذا بجميع هذه المفردات تكاملت بطريقة طبيعية.
إذن ليست هناك مشكلة في ذلك، المشكلة حينما نهملها تماماً أو نبالغ فيها بشكل كبير، ومن الخطأ التهرب من سؤال الصغير فالتربية السليمة مبنية على الوضوح والإجابات المقنعة .
الفرق بين الخوف العادى والخوف المرضى
الخوف العادى غريزة وهو حالة يحسها كل إنسان فى حياته العادية حين يخاف مما يخيف فعلا مثل الخوف من حيوان مفترس أما الخوف المرضى فهو خوف شاذ ودائم ومتكرر ومتضخم مما لا يخيف فى العادة ولا يعرف المريض له سببا وقد يكون الخوف عاما غير محدد ووهميا وغير حسى كالخوف من الموت او العفاريت أو غيره.
(9)مدى انتشار الخوف المرضى
ينتشر المرض بين حوالى 20 % من مجموع مرضى العصاب ويحدث المرض بنسبة اكبر لدى الأطفال والمراهقين وصغار الراشدين ولدى الإناث اكثر من الذكور.
سمات شخصية الخواف
تتسم الشخصية قبل المرض بالعصابية والتطرف فى الانانية والتمركز حول الذات والانطواء والتشاؤم والخجل والجبن.

أهم أعراض الخوف 

كل أنواع المخاوف المرضية، مثل.. الخوف المرضى من الخوف والجنس والنساء والأماكن الواسعة والمغلقة والمرتفعة ومن الظلام والبرق الرعد والماء والنار والغرباء والقلق والتوتر، وضعف الثقة فى النفس، وتوقع الشر والإجهاد والصداع والإغماء، وخفقان القلب وتصبب العرق والتقيؤ وآلام الظهر.
* سرعة التنفس أو أن لا يستطيع الطفل أن يتنفس بشكل جيد.* قد ينبض قلب الطفل بصورة سريعة جدا وغير طبيعية.* الارتعاش أو الارتجاف.* التعرق.* الشعور بالاختناق.* الغثيان أو القيء.* الشعور بالدوخة أو عدم الاتزان.
(10)(أسباب المرض
تخويف الأطفال وعقابهم والحكايات المخيفة التى تحكى لهم والخبرات المريرة التى يمرون بها والخبرات المكبوتة والظروف الأسرية المضطربة وخوف الكبار وانتقاله عن طريق المشاركة الوجدانية والقصور الجسمى والقصور العقلى والفشل المبكر فى حل المشكلات والشعور بالألم وما يرتبط به من خوف، وقد يكون الخوف دفاعا لحماية المريض من رغبة لا شعورية مستهجنة جنسية أو عدوانية فى الغالب.

ومن أسباب الخوف أيضا النقاط التاليه:

الأسباب كثيرة:
1- الاستعداد الوراثي الكبير بحيث يكون ابناً لأسرة معروفة بالخوف والجبن.
2- التعرض كثيراً لمواقف غير معتادة مفاجأة لأشياء غير مألوفة كحادث .
3- القسوة في التعامل والضرب والتشويه الجسدي.
4- الكلام العنيف والتهديد "إذا لم تفعل فسأكسر رأسك .. سأفجر دماغك .. سأسقطك من النافذة .. إلخ"
5- التحطيم بالكلام (أنت فاشل .. أنت غبي) أنت جبان وخواف ..
6- نزع الثقة وعدم تعويده على المواجهة والجرأة (لا يكلف بأي عمل حتى ولو كان صغيراً، قول الوالدين تعرف بأنك لن تنجح .. إلخ)
7- النزاع الأسري والخصام بين الوالدين والأخوة أمام الأطفال وهذا أحياناً يتطور لدى الطفل حتى يظهر أثره في التأتأة والتبول اللاإرادي.
8- مشاهدة المشاهد والأفلام المرعبة والإجرام وهذا ثابت أثره في الدراسات وفي زرع الخوف المرضي والاضطرابات النفسية لدى الأطفال بل والشباب والنساء ..
(11)9- التغذية الخوفية المرضية .. حيث يقوم الوالدان أو الكبار .. بتخويف الطفل من شيء خيال حتى ينفذ ما يريدون خاصة في ترهيبه من الخروج للشارع فيقولون "إذا خرجت سيسرقك اللصوص" أو يأتيك "الغول" والعوام يسمونه "العووا".
10- الخوف المرضي الجمعي، وهو تقليد ومحاكاة للوالدين وأقصد بذلك أن بعض الآباء والأمهات يكونون خوافين بشكل مبالغ فيه .. فمثلاً قد يخاف الأب من الأماكن المرتفعة .. أو الأم من حشرةٍ معينة .. ومن خلال التربية يكتسب الطفل ذلك .. وهنا الأولى للوالدين تعويد الأولاد على المواجهة أو على الأقل عدم إظهار خوفهم هذا أمامهم.
11- ضعف تجديد توكلهم على الله وربط قلوبهم بالله وأنه المالك القدير الذي يصرف الكون ويملك نواصي الخلق .. وهناك أسباب أخرى.
12- لا تقذف به فجأة في مواقف شديدة فالإجبار ليس حلاً .. وإنما نخلق عنده التحدي ونساعده ..
ومنهم من وصف الأسباب بالتالي:
ليس هناك سبب محدد بعينه ، ولكن وجود استعداد في الشخصية ، مع أساليب تنشئة وتربية خاطئة ، قد تقود لمثل هذا العَرَض ، وقد يكون الشعور بالإثم – كما يشير بعض الباحثين – ينعكس على شكل خوف أو فزع في الأفعال أو الأعمال من بعض الأمراض ، أو خوف العواصف والرعود والحروب والزلازل ، وقد يكون بسبب فعل منعكس عزز منذ الطفولة فعمم الفرد تلك الخبرة على مواقف مشابهة أو غير مشابهة لذلك الموقف السابق وهذا الاضطراب يظهر مبكراً ، في سن الطفولة ، أو بداية المراهقة ، حيث وجدت دراسات مختلفة ، أن هناك مرحلتين يكثر فيهما ظهور هذا الاضطراب : مرحلة ما قبل المدرسة على شكل خوف من الغرباء ، و المرحلة الأخرى مابين سن 12-17 سنة على شكل مخاوف من النقد و التقويم الاجتماعي والسخرية ، وهو مما يتصف به المراهق عادة .
(12)و بالرغم من أن الإصابة بالرهاب الاجتماعي ، تحدث في هذه المراحل المبكرة ، إلا أنه يعتبر أيضاً من الاضطرابات النفسية المزمنة ، والتي قد تستمر عشرات السنين إذا لم تعالج ، خاصة أن بعض المصابين بالرهاب الاجتماعي- حتى مع علمهم بهذه الحالة - قد يتأخرون في طلب المساعدة والعلاج سنين عديدة ، إما بسبب خجلهم من الحالة نفسها ، أو خوفاً من مواجهتها و الاعتراف بوجودها .
ولعل سبب كثرة انتشاره ، في مجتمعنا العربي عامة والخليجي خاصة ، يرجع إلى أساليب التنشئة الأسرية والتعليمية الخاطئة في مراحل الطفولة ، حيث يعمد الأب إلى طرد ابنه من المجلس (صالة الضيوف) ، بحجة أنه مازال صغيرا ، ولا ينبغي له الجلوس مع الكبار !! فهذا عيب ، كما ينهره حين التحدث أمام الكبار ، فهذا من قلة الأدب ، كما أن الرجل لا يصطحب معه طفله ، في المناسبات الأسرية والاجتماعية ، لأن هذا عيب ، إذ كيف يحضر أطفاله (بزرانه) ، مع الضيوف والكبار ؟!! إنه عيب اجتماعي كبير !! ، ومنها زجر الطفل بكلام قاس وشديد وبصوت مرتفع حينما يخطئ ولو بشي تافه ، ومنها نهر الابن حينما يخطئ في صب القهوة والشاي للضيوف ... الخ ، وما يقال عن الأب ، يقال عن الأم مع بناتها وأطفالها ، إلا أن هذه الأساليب الخاطئة ، بدأت تختفي تدريجيا ولله الحمد ، لكنها لا تزال بصورة أو بأخرى موجودة في الأرياف .
كذلك من أسبابها ما يحصل في المواقف التربوية المدرسية ، حين يعمد المعلم أو المعلمة ، إلى تعنيف الطالب أو الطالبة ، حين يتطوع للإجابة ويخطئ أو تخطئ الإجابة ، بل وجعل زملائه وزميلاتها أحيانا يسخرون منه أو منها ببعض الحركات التهكمية ، وبالتالي يحجم أو تحجم عن المشاركة في المناقشة فيما بعد ، حيث نعاني من قلة المشاركة ، من قبل طلبة وطالبات الكلية ، ولعل هذا من الأسباب !! .
ومنها أسلوب المعاملة ، والذي يغلب عليه التحقير والإهانة ، حين يقدم الابن أو البنت ، في المبادأة في عمل أو إنجاز ، أو طرح فكرة مشروع أو رأي ، ونحو ذلك فيقابل بهذا الأسلوب من قبل الكبار ، سواءً كانوا آباء أو أمهات أو معلمين ومعلمات ومنها أساليب التحذير المبالغ فيها ، للبنين والبنات ، من أمور شتى ، ومنها استخدام الأساطير ( السباحين والحدوتات ) ، المشتملة على مواقف مرعبة ومخيفة ، ومنها استخدام الرموز الافتراضية ، لأجل كف أو منع أو تهديد الأطفال من بعض المواقف ، مستخدمين في ذلك مثل هذه الرموز ( كالسعلو ، المقرصة الحامية ، عوافي الله ، البلو ، الحرامي ، العفريت ، الجني ... الخ.
(13)ومنها ظروف البيئة المنزلية ، وما يكتنفها من مشاجرات ، وخصام وسباب وشتيمة ، بين أفراد الأسرة ، ويزداد الأمر سوءا ، حين يكون بين الأبوين وأمام الأطفال ، فيخرج الطفل من هذه البيئة ، وهو يشعر بتصور عن العالم من حوله، أنه ملئ بالمشكلات والتهديد ، فينعكس على شخصيته المتوجسة للخوف ، والتي تعيش هاجسه ، في بيئة فقدت الأمن ،
وبالتالي كَثُر الهم والحزن ، ولذا نجد أن الله جل وعلا ، نفى عن عباده الصالحين ، كلا النوعين في يوم القيامة ، في أكثر من خمسة عشر موضعا ، قال تعالى : { فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة 38.
وترجع مدرسة التحليل النفسي الرهاب ، باعتباره تعبير عن حيلة دفاعية لا شعورية ، حيث يحاول المريض عن طريق هذا العَرَض ، عزل القلق الناشئ من فكرة أو موضوع أو موقف مرَّ به في حياته ، وتحويله إلى موضوع رمزي ، ليس له علاقة بالسبب الأصلي ، والذي غالبا يجهله المريض ، فالرهاب إذن عبارة عن عملية دفاع ، لحماية المريض من رغبة لا شعورية عدوانية أو مستهجنة في الغالب .

مظاهر وصور الرهاب الاجتماعي :

ومن مظاهره الخوف المستمر الذي قد يرافقه أعراض أخرى ، كالصداع وألم الظهر واضطرابات المعدة والإحساس بالعجز ، والشعور بالقلق والتوتر ، وخفقان القلب ، والشعور بالنقص ، وتصبب العرق ، واحمرار الوجه ، والشعور بعدم القدرة على الاستمرار واقفا ، وتوقع الشر ، وشدة الحذر والحرص ، أو التهاون والاستهتار ، والاندفاع وسوء التصرف ، والإجهاد ، والإغماء ، وزغللة النظر ، والدوار ، والارتجاف ، والتقيؤ ، والاضطراب في الكلام ، والبوال أحيانا ، والعزلة ، والانغماس في الاهتمامات الفردية لا الجماعية ، كما أن من ظاهره التصنع بالشجاعة والوساوس والأفعال القسرية ، وأحيانا الامتناع عن بعض مظاهر السلوك العادي ، وخوف الفرد من الوقوع في الخطأ أمام الآخرين ، كما يزداد خوفه كلما ازداد عدد الحاضرين - وليست كثرة الناس شرطا لحدوث الرهاب الاجتماعي إذ انه يحدث الرهاب للفرد عند مواجهة شخص واحد فقط – وتزداد شدة الرهاب ، كلما ازدادت أهمية ذلك الشخص ، كحواره مع رئيسه في العمل مثلا .. ، وليس بالضرورة أن تكون كل هذه المظاهر ، تصاحب كل حالة رهاب ، ولكن تتفاوت بحسب الحالة ودرجة الرهاب ، وعمر الحالة ، وطبيعة البيئة التي يعيش فيها الفرد .
(14)بعض المخاوف الشائعة بين الأطفال:
* 2 ـ 4 سنوات: الخوف من الحيوانات، والضوضاء العالية، أو الوحدة، أو التدريب على استخدام «مقعد التبرز»، أو الحمام، أو وقت النوم، أو الأشباح، أو التبول علي الفراش، أو المعوقين، أو الموت أو الجروح.
* 4-6 سنوات: الخوف من الظلام، أو المخلوقات الخيالية، أو الحيوانات، أو وقت النوم، أو الأشباح، أو الغرباء، أو الثعابين، أو فقدان أحد الوالدين، أو الوفاة أو الإصابة بجروح أو أن ينفصل أو يطلق والداه.
* أما بعد سن 6 سنوات، فالمخاوف غير المسببة تميل إلى التناقص كلما كبر الطفل. ولكن عادة ما تنتاب الطفل مخاوف مرحلة الطفولة، فقد تأتي وتذهب كلما تطور ونما الطفل، وأحيانا قد يتطور الخوف لرهاب إذا كانت هنالك حالة معينة قد تثير مخاوف الطفل وتزيد من وضعه سوءا. دور الوالدين للوالدين دور مهم في تقييم الخوف الذي يؤثر على حياة الطفل، فهل يؤثر هذا الخوف عليه بشدة، وهل يؤثر علي أنشطة الطفل اليومية، وإذا لم تكن هذه المخاوف تؤثر على حياة طفلك اليومية فينصح الخبراء الآباء والأمهات أن يحاولوا ترك الطبيعة تأخذ طريقها وينمو الطفل من غير تدخل في خوفه. أما إذا أصبح الخوف منهكا ويؤثر على حياة الطفل، مثل منعه من الذهاب إلى المدرسة، أو أن تحدث نوبات الذعر المتكررة، فمن الأفضل استشارة الطبيب. على الرغم من عدم قدرتنا كوالدين على السيطرة علي الخوف وما يرعب أطفالنا، فإننا نلعب دورا حاسما في تحديد قدرة أطفالنا على التعامل والتكيف مع الخوف والظروف الضاغطة، فتربية وتنشئة أطفالنا عملية متداخلة، وليس هناك نهج خطأ أو صحيح في كيفية تربية أطفالنا، ولكن يمكننا تهيئة بيئة نعلم فيها أطفالنا الصمود ومواجهة المصاعب والحالات الصعبة في حياتنا. ويري الكاتب الأميركي الشهير مارك توين: «أن الشجاعة هي مقاومة الخوف والسيطرة عليه، وليست عدم وجود خوف». لذلك يجب علينا أن نغرس في أطفالنا الصمود والاستعداد لمواجهة المصاعب وقوة التحمل، فإذا فعلنا ذلك نستطيع أن نطمئن عليهم في المستقبل، فأطفال اليوم هم رجال الغد.
(15)* 10 اقتراحات لمساعدة طفلك على التعامل مع الخوف والقلق
1 ـ يجب الاعتراف بأن الخوف حقيقي، بغض النظر عن تفاهته، طالما يبعث القلق في طفلك. لذلك حاول التحدث مع طفلك عن خوفه، فالحديث قد يخفف قلقه.
2 ـ لا تضحك أو تقلل من الخوف الذي يشعر به طفلك. فهذا سيضره، وقد يحاول إخفاء مخاوفه مستقبلا، كما أن السخرية من مخاوف طفلك لن تعالجها.
3 ـ حاول تجنب الإفراط في حماية طفلك. فهذا سيجعل الأمر أكثر سوءا. كمثال؛ إذا كان طفلك يخاف من الحشرات، لا تجعله يتفاداها تماما، لأن ذلك سيعزز مفهومه أن الحشرات مخيفة، ويجب تجنبها. فعاجلا أم آجلا سيكون طفلك في وضع توجد فيه حشرات وقد لا تكون معه، ما الذي سيفعله حينها
4 ـ جرب تعليم طفلك استراتيجيات للتعايش، خاصة إذا كان طفلك في سن أكبر. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يخاف من القطط، يمكن أن تقرب طفلك ببطء نحو القطة، وتعلم طفلك على التفكير بشكل إيجابي، وأنه ليس خائفا من القطط، وأنه لن يصيبه مكروه عندما يكون بالقرب من قطة. بدعمكم ومؤازرتكم والتعزيز النفسي الإيجابي لطفلك قد لا يزول الخوف من طفلك، ولكن على الأقل يمكنه التعود علي رؤية قطة قريبة منه. كما حاول تعويد طفلك على الهدوء في مثل هذه الحالات بأخذ نفس عميق، الذي سوف يخفف عنه.
5 ـ لا تحاول أبدا إجبار طفلك في عمل شيء يخافه. هذا سيؤدي إلى مزيد من القلق لطفلك، وربما يصاب طفلك بنوبة ذعر، أو يفقد الطفل ثقته بك.
6 ـ حاول تجنب ترديد إصابة طفلك بالخوف أو الرهاب أو خوف من حالة معينة. لأن ذلك سيؤثر سلبا عليه.
7ـ جرب تهيئة بيئة تسمح لطفلك بالاعتداد بنفسه. شجع طفلك دائما على التحديات الجديدة، لأن ذلك سيمنح طفلك القوة والثقة.
8 ـ رَبِّ طفلك على الشجاعة ولا تخجل من مخاوف طفلك. ومن المهم تعليم طفلك، عن طريق الكلام والأفعال، أن القلق والخوف جزء من التجربة الإنسانية، وأنها مشاعر طبيعية.
9 ـ حفز طفلك عندما يتعلم السيطرة على مخاوفه.
10 ـ وفر لطفلك الطمأنينة والحنان دائما، فهذا سيساعده على مواجهة مخاوفه.
(16)هل يمكن علاج مرض الخوف؟
نعم، ان المصاب بهذا المرض يخاف من شيء واحد هو الخوف من نفسه، بمعنى آخر، انه قال وداعاً للشجاعة، وأهلاً بالخوف، وان محاربة الخوف يجب أن تتم بعكس ذلك، أي باستعادة الشجاعة الكافية للتغلب على الخوف. طبعاً ليست هناك وصفة دوائية للشجاعة، فاستردادها يحتاج الى ارادة قوية ممهورة بمساعدة طبية سلوكية ودوائية، من دون أن ننسى حلقة الأقرباء والأصدقاء، إذ يستطيع هؤلاء ان يقدموا الكثير لمريض الخوف لانتشاله من محنته... وحبذا لو كانت البداية بدعوة المصاب لشرح مشكلته، فكما ان «مفتاح البطن لقمة»... قد يكون مفتاح المشكلة كلمة.
الأساليب العلاجية والوقائية :
تتنوع أساليب العلاج وتعدد ، وهذا يتوقف على نوع الرهاب وطبيعته ودرجته ، فهناك العلاج السلوكي ، ويقوم هذا النوع على إطفاء الشعور بالخوف عن طريق الممارسة السلبية أو الإغراق أو الكف المشترك ، ويمكن المعالجة بالتعريض التدريجي للموقف المثير بحيث تتكون لديه ثقة في الشيء الذي يخاف منه ، وذلك بأن يُجعل المريض في حالة تقبل واسترخاء ثم يقدم الشيء المثير تدريجيا مع الإيحاء والتعزيز ، ومع المثابرة والتكرار يتعلم المريض الاطمئنان للشيء الذي كان يخافه ، وهناك طريقة التخدير ثم التدرج في غرس عادة جديدة ، ومن الأساليب أسلوب الإغراق أو الطوفان ، حيث يقوم هذا الأسلوب ، على مواجهة المريض ، بأكثر المواضيع إثارة ، حتى ينكسر الوهم ، بالمواجهة لا بالتدريج ، لكن لهذا الأسلوب – بحسب نوع وطبيعة الحالة – بعض الآثار السلبية .
ومن الأساليب التوجيه الإيحائي ، بصورة فعالة وإيجابية ، مما يؤدي إلى نتائج أفضل من العلاج السلبي العادي ، ومن الأساليب العلاج الدوائي ، ودور العقاقير هنا ، هو إزالة أو تخفيف الفزع قبل حدوثه ، ويستخدم مع بعض الحالات ، قبل تطبيق العلاج السلوكي ، وإلا فلا يوجد عقار، يقطع حالة الخوف ، كما هو تأثير العلاج في الأمور العضوية .
(17)وهناك وسائل وقائية ، مثل منع مثيرات الخوف ، والحيلولة دون تكوين خوف شرطي أو استجابة شرطية ، ومن ذلك عدم إظهار القلق على الأولاد ، حين تعرضهم لموقف مثير للخوف ، مع العمل بكل هدوء – ما أمكن ذلك – لشرح طبيعة ذلك الموقف ، ومن ذلك أيضا التقليل من المبالغة في النقد والتحقير والاستهزاء ، وكذلك عدم إظهار خوف الكبار أمام أطفالهم لئلا ينتقل لهم هذا الخوف عن طريق التقمص والتقليد ، ومنها تعويد الطفل على النظر للجوانب الإيجابية وعدم التركيز على الأخطاء فقط ، ومنها تدريب الطفل منذ الصغر على مواجهة المشكلات ومحاولة حلها ومساعدته في ذلك بالتوجيه والتسديد .
العلاج:
يجب أولا إثارة رغبة المريض فى العلاج ثم علاج الوالدين وعلاج الجو المنزلى الذى يجب أن تسوده المحبة والعطف والهدوء والثبات والاتزان والحرية، وتوجيه الوالدين والمشرفين للمساهمة فى ضبط الانفعالات والتقليل من الخوف ببذل محاولات العلاج، والتقليل من المشاجرات.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المناهج العلمية في فنلندا؛ تجربة ناجحة بمختلف المعايير

علاج النسيان وتنشيط الذاكره و تقويتها

النكد مع الاطفال قبل النوم - احذروا النكد قبل نوم الأطفال.